مهنة التدريس بين الأخلاق والممارسات

مايو 03, 2017 مايو 03, 2017
-A A +A
مهنة التدريس بين الأخلاق والممارسات
تعليم بريس :
مهنة التدريس بين الأخلاق والممارسات
بقلم الأستاذ والباحث التربوي محمد البوبكري
كعادة المواضيع المناسباتية، التي لا يلتفت إليها إلا عندما تطفو على سطح النقاش الثقافي، حادثة يطلب على إثرها رأي المتخصصين في كل مجال، حسب تصنيف الحادث. وقد ظهر مؤخرا حديث عن أخلاقيات مهنة التدريس، ومواصفات المدرس، انطلاقا من مقاربات متعددة، أبرزها المقاربة القيمية، التي تتناول الموضوع ليس من زاويته الديداكتيكية والبيداغوجية، بل من الناحية التربوية، والاجتماعية. فما أهم المواصفات الأخلاقية للمدرس والمدرسة ؟ ولماذا يكتسي النقاش الأخلاقي قيمة خاصة عندما يرتبط بالتعليم دون غيره من المجالات ؟

إن المدرس(ة) هما أهم عنصر فاعل في العملية التعليمية التعلمية، ضامنين لنجاحها من الناحية القيمية، والسلوكية، خاصة إذا استحضرنا الطبيعة الر سالية، علاوة على الطبيعة المهنية: فالدور التربوي للمدرس(ة) مصيري في كل المجتمعات، نظرا لكونه(ها) تربي الأجيال الصاعدة، على أهداف وطموحات المجتمع، سواء كانت طموحات اقتصادية، أو اجتماعية، أو حضارية، مما نحتاج معه إلى صياغة ترسانة من المواصفات والأخلاقيات الخاصة بهذه الفئة، وهي وإن كانت مطلوبة في كل المهن، إلا أنها في مهنة التدريس أكثر حدة، وأكثر تأثيرا وخطورة، فأصحاب المهن الأخرى لا مصوغ لهم ليكونوا فاسدين أخلاقيا طبعا، ولكن طامة كبرى أن يكون المدرس(ة) فاسدا.

ولعل أهم هذه الأخلاق: احترام النظام الاجتماعي والأخلاقي السائد داخل المجتمع، وتعزيزه من خلال سد الثغرات والانفلاتات، وتوجيه المتعلمين نحو تصحيح ممارساتهم الحياتية(بيداغوجيا الكفايات )، وكذا احترام النسق الثقافي والديني، إضافة إلى العادات والتقاليد، التي يتبناها المجتمع. لأن المدرس(ة) مسؤول عن المضمون المعرفي والمهاري والسلوكي الذي يقدمه للمتعلمين، عبر استحضار الضمير المهني، باعتباره قانونا أخلاقيا للمهنة.

إن الركيزة الأساس التي يعول عليها، من أجل ضمان تعلمات وظيفية، وذات جودة تعليمية، هي ما يطلق عليها بالمواكبة، والتكوين المستمر، الشيء الذي يضمن تموقع المدرس زمانيا، رغم وجود فجوة عمرية بينه وبين المتعلمين، حتى يكون المدرس على وعي تام بالمستجدات التكنولوجية، والأحداث السياسية، والثقافية، مما يمكن المدرس(ة) من مواكبة تطور الأجيال، وإبقاء معلوماته محينة وجديدة.

كل الذي سبق، من أجل تسليط الضوء على ظاهرة برزت إلى النقاش الاجتماعي، وهي فساد المدرس(ة)، وهي قد لا تتحمل المعنى الحقيقي لظاهرة، وإنما هم قلة في قلة، وأغلب المدرسين والمدرسات هم شرفاء هذا الوطن، يدافعون بسلاح العلم والمعرفة عن كرامة هذا الوطن، وتحريره من الجهل وهو أكبر وأخطر عدو، إبقاء للقيمة الاعتبارية للمدرس(ة) داخل النسيج الاجتماعي المغربي.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

للمزيد من الوثائق والموارد تابعونا على قناة ومجموعة تعليم بريس
القناة على الواتساب || https://bit.ly/3OTwonv
القناة على التلغرام || https://t.me/taalimpress
المجموعة على التلغرام || https://t.me/Taalimpress1
790431725383895591
https://www.taalimpress.info/