الدور المحوري للمدير(ة) ومتطلبات تجديد التكوين

فبراير 28, 2017 فبراير 28, 2017
-A A +A
تعليم بريس :
الدور المحوري للمدير(ة) ومتطلبات تجديد التكوين
ذ حسن لحكيم
يعرف نظامنا التعليمي تحولات كمية ونوعية عميقة، تم تجسيدها عبر الأوراش المتعددة، التي فتحتها وزارة التربية الوطنية، والتي دعا إليها الميثاق الوطني للتربية والتكوين من خلال إقرار سياسة اللامركزية واللاتمركز في قطاع التربية والتكوين، وتحسين التدبير العام وتقويمه بطريقة مستمرة، وتوجيهه اعتمادا على سياسة تحسين جودة التدبير الإداري، البيداغوجي و المادي للمؤسسات التعليمية، وملاءمته لمحيطه الاقتصادي، الاجتماعي و الثقافي على المستوى الجهوي والمحلي، وترشيد النفقات بانتهاج الشفافية والمحاسبة والديمقراطية وسياسة التوازن بين الموارد والمصاريف وضبط معاييرها، وترشيد استغلالها وحسن تسييرها.

في هذا السياق، تعتبر أطر الإدارة التربوية بمؤسسات التعليم والتكوين ذات مسؤولية جسيمة، لا تقل أهمية عن أطر التربية والتعليم؛ إذ من خلال مهامها تتجلى أهمية الظروف والإمكانات المتاحة وأدوارها، ومدى تحكمها في سيرورة الفعل التعليمي التعلمي، فيتشكل أثرها بقدر جودتها و فعاليتها وصلاحيتها. وتبرز أهمية الإدارة التربوية في التأطير، ومساندة النشاط التربوي، وتقوية التواصل بين هيأة التدريس والمتعلمين/ات، مع تقوية العلاقات بين المؤسسة و البيئة المحلية.

يلعب المدير دورا محوريا في التخطيط والتدبير والتوجيه والتسيير والإرشاد والتنشيط، ويعمل على خلق مناخ إيجابي داخل الفريق التربوي وداخل المؤسسة، والابتعاد عن السلوك الفردي البيروقراطي.

لقد أصبح تجديد التكوين الأساس, لفائدة مديري/ات المؤسسات التعليمية مطلبا ملحا، من أجل الرفع من قدراتها التدبيرية. وتتطلب مهننة الإدارة التربوية واحترافياتها :
إطارا مرجعيا لمهنة مدير مؤسسة.
إطارا مرجعيا للكفايات.
إطارا مرجعيا للتكوين.
تحديد الغايات من التكوين.
تحديد الأهداف العامة من التكوين.

الإطار المرجعي لمهنة مدير(ة) مؤسسة تعليمية

المهام/ الرسالة

يقوم مدير(ة) المؤسسة بمجموعة من المهام والوظائف تحت مسؤولية النائب الإقليمي، ويمكن تصنيفها إلى مجالين:

المجال التدبيري: بتنفيذ السياسة التربوية والتعليمية، وتنظيم الدروس، وتفعيل الحياة المدرسية على مستوى المؤسسة.
بتنفيذ الجوانب التنظيمية، وتوجيهات وزارة التربية الوطنية واستراتيجيتها وأولوياتها.

يشرف على إدارة المؤسسة التعليمية في الجانب التربوي والإداري والمالي، كما يضمن جودة الخدمات التعليمية التي تقدمها المؤسسة.

المجال الوظيفي:
يشمل هذا المجال الوظيفي : التخطيط، التنظيم والتسيير، والمراقبة والتأطير والتنشيط التربوي والإداري للمؤسسة وللعاملين بها لفائدة المستفيدين من خدماتها.

المسؤولية:
تشمل مسؤوليات المدير ثلاثة مستويات:

المسؤولية الإدارية و المالية :ضمان حسن التدبير على المستوى الإداري والتعليمي لجميع البرامج التربوية والموارد بالمؤسسة، بغية ضمان جودة التعليم لتعزيز نجاح جميع التلاميذ.
تحمل المسؤولية الإدارية و المعنوية و المادية الكاملة للمؤسسة.
تسيير جميع العمليات الإدارية وضبطها (مراسلات، ملفات، وثائق…).
تنفيذ التعليمات الإدارية و التربوية لسير المؤسسة.
تدبير الملف المهني للأساتذة وتنمية العلاقات المهنية والتواصلية داخل المؤسسة.
الإشراف على تحركات التلاميذ و المدرسين و الأعوان وتتبع مواظبتهم.
رئاسة المدرسين و الموظفين و الأعوان العاملين بالمؤسسة.
تمثيل المؤسسة لدى السلطات و الجماعات المحلية والإدارات الأخرى العمومية والخاصة.

المسؤولية الإدارية و المالية : المساهمة في اقتراح ترقية المدرسين و الأعوان (تنقيط إداري).
تسيير الداخلية أو المطعم المدرسي (احترام الكميات الاستهلاكية، ضبط الوثائق، توفير النظافة…).
السهر على توفير شروط الصحة و النظافة والأمن داخل المؤسسة.
ضبط سجلات و وثائق التدبير المالي للمؤسسة.
تدبير ميزانية المؤسسة باستعمال الوثائق.

المسؤولية التربوية : ضمان وضع خطة عمل سنوية عن أنشطة المؤسسة بتنسيق مع مجلس تدبير المؤسسة وتنفيذها.
تحمل المسؤولية التربوية الكاملة للمؤسسة.
السهر على شرح البرامج والطرائق والحصص والكتب الرسمية وتطبيقها.
اطلاع هيأة التدريس على المستجدات التربوية و مناقشتها وإغناؤها.
توزيع التلاميذ والمدرسين على الأقسام والمستويات حسب مقاييس تربوية ومادية (عدد الحجرات، عدد الأفواج، التلاميذ و المستويات…).
تنشيط مجالس المؤسسة (مجلس التدبير، المجلس التربوي، مجالس الأقسام).
وضع تقرير عام سنوي حول نشاط المؤسسة وسيرها وعرضه على مجلس التدبير.
إعداد الوثائق والوسائل التعليمية.
مراقبة سيرورة التمدرس وأعمال المدرسين/ات والتلاميذ بكيفية مستمرة.

المسؤولية التواصلية: إخبار النيابة والأكاديمية بالحاجيات، من حيث الموارد البشرية والمادية والموارد المالية، من أجل تدبير أفضل للمؤسسة.
تنظيم الاتصال الداخلي والخارجي للمؤسسة، وضمان جودته، من خلال تعزيز الحوار والتواصل بين التلاميذ وآباءهم وأولياء أمورهم، والعاملين بالمؤسسة والشركاء الآخرين، وتحفيز مشاركتهم في الحياة المدرسية، بغية النجاح للجميع.

الأنشطة الأساسية:
لتحقيق الرسالة والمهام المسندة يقوم المدير (ة) بمجوعة من الأنشطة، مع مراعاة المهام المسندة لمجالس المؤسسة، بما يأتي:
أنشطة يقوم بها المدير(ة) وتنظمها نصوص قانونية و/أو تنظيمية؛
أنشطة يقوم بها المدير(ة) ولم ترد فيها نصوص قانونية و/أو تنظيمية؛
أنشطة من المطلوب أن يقوم بها المدير(ة) ولم ترد فيها نصوص قانونية و/أو تنظيمية.

تشمل هذه الأنشطة الجوانب الآتية: التدبير التربوي؛
التدبير الإداري والتدبير المالي؛
تدبير العلاقات مع المحيط: الاتصال والتواصل مع (التلاميذ، الأسر، الأساتذة) ومع دوائر الدولة، والسلطات المحلية والإقليمية، وشركاء المؤسسة الاقتصاديون والثقافيون.

الأنشطة ذات البعد التربوي والبيداغوجي : التنظيم البيداغوجي وتنظيم الزمن المدرسي …..
وضع تقرير عام سنوي حول نشاط وسير المؤسسة وعرضه على مجلس التدبير؛
تكليف أساتذة نفس الاختصاص الاحتياطيين بمهمة تعويض من تغيب من الأساتذة؛
تكليف الأساتذة الاحتياطيين بدروس الدعم والتقوية أو بالأنشطة الاجتماعية والتربوية؛
تعبئة الموارد البشرية العاملة بالمؤسسة وللمستفيدين من خدماتها لتحسين جودة الخدمات التي تقدمها المؤسسة؛
تقويم الأداء المهني للعاملين بالمؤسسة؛
المساهمة في التقييم الداخلي والخارجي للمؤسسة التربوية؛
التنسيق الأفقي بين مجالس المؤسسة وجمعياتها بما فيها جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، انسجاما مع برنامج العمل السنوي للمؤسسة؛
ترتيب الأنشطة حسب الأولويات في إطار المخطط السنوي للمؤسسة؛
الإشراف و المساهمة في بلورة وتطوير مشروع المؤسسة؛
الاعتناء بفضاءات المؤسسة التعليمية؛

الأنشطة ذات البعد التنظيمي والإداري والمالي : القيادة التربوية للمؤسسة لتوجيه نشاط المجالس والأساتذة والتلاميذ لتحقيق رسالة المدرسة.
العمل على دمج مختلف الأنشطة ضمن مشروع تربوي متكامل.
توزيع حصص العمل والدراسة بشكل يراعي التوازن والتكافؤ بين جميع العناصر و الإمكانات المتوفرة.
إحداث فرق و مجموعات عمل لتنفيذ مشروع المؤسسة.
احترام ضوابط التسلسل الإداري والعلاقات مع المصالح الخارجية والمؤسسات الموازية و المجتمع المدني.
وضع قواعد التنظيم الداخلي و تفعيلها واحترامها.
توفير الوثائق اللازمة للأطر التعليمية و التلاميذ حسب الحاجة و الظروف خلال السنة الدراسية.
تحديد حاجيات المؤسسة، من وسائل العمل الضرورية، لاقتراحها على الأكاديمية.
البحث عن الموارد و إمكانات الدعم في إطار اتفاقيات الشراكة.
تدبير البنايات، المرافق، التجهيزات والوسائل.
دراسة واقع التجهيزات المدرسية المتوافرة.
تحديد الاحتياطيات من التجهيزات المختلفة.
تحديد المتطلبات المختلفة اللازمة من التجهيزات المدرسية.
وضع خطة لتلبية تلك الاحتياجات من التجهيزات.
تنظيم و حفظ و توثيق هذه التجهيزات في أماكن سليمة و سجلات رسمية.
وضع نظام وبرنامج لتوظيف هده التجهيزات المدرسية لخدمة الأهداف التربوية.

الأنشطة ذات البعد التواصلي والاجتماعي الإنساني : التواصل الداخلي .
التواصل مع النيابة.
التواصل مع الفاعلين والشركاء.
ربط علاقات اجتماعية متينة مع جمعية آباء و أولياء التلاميذ والطلبة والمجتمع المدني.
التعاون مع السلطة و الجماعة المحلية لتنمية دور المؤسسة.
غرس روح التآزر و التعاون و التضامن و التسامح بين الأفراد و الجماعات.
تتبع الحالة الصحية للتلاميذ والمدرسين والأعوان بتعاون مع الطب المدرسي.
تنظيم أنشطة ثقافية، فنية، ترفيهية، و القيام بزيارات دراسية منتظمة.
نشر روح المواطنة و التشجيع على التمدرس و المساهمة في التنمية.
ربط علاقات تربوية واجتماعية مع مؤسسات وجمعيات داخل المغرب وخارجه.

الغايات من التكوين :
إن الغايات الكبرى من التكوين هي المساهمة في :
إعداد الشخص لتحمل مسؤولياته في مجال الأنشطة المهنية والمساهمة في تنميتها.
ضمان اكتساب المهارات النوعية والكمية لتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية.
المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
المساهمة في التنمية الذاتية .

الأهداف العامة من التكوين :
إن التكوين الأساسي للمديرين/ات يساهم في تطوير الكفايات المهنية الآتية:
التوفر على رؤية:المدير الناجح من يمتلك رؤية واضحة عن أهداف المؤسسة، وأدواره. رؤية تستمد قوتها من تشبعه بالقيم التربوية المندمجة؛ أي أن تصوره و فلسفته ومرجعياته المهنية، ومشروعه التربوي، يجب أن تنسجم مع التوجه العام للسياسة التربوية بالبلاد. كما أن الثقافة العامة تشكل دعامة أساسا لتصوراته البيداغوجية ومخططاته التوقعية، مما يستوجب عليه القراءة و الاطلاع على الإنتاجات المعرفية في مختلف المجالات. إلا أن هذه الرؤية تبقى دون منفعة تذكر إذا لازمت مفكرة المدير ومكتبه ولم تتم أجرأتها على الأرض، فالإدارة علم وممارسة.

تنمية الحس السياسي:استنادا إلى التشريعات الجاري بها العمل، يعتبر المدير رئيس المؤسسة والممثل الرسمي للادارة المركزية إزاء السلطات المحلية والهيئات المنتخبة. كما يعتبر حلقة وصل بين المؤسسة و شركائها، وهو المسؤول عن تنفيذ المراسلات والمذكرات والمناشير. وهذه المهام جميعها، تتطلب حسا سياسيا يضمن انخراط وتعاون كل هذه الجهات التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالمؤسسة، سعيا إلى توحيد صفوفها في مواجهة التحديات التي تواجه المؤسسة، والتصدي لكل ما ينتج عنه تصادمها وتفرقها.

تنمية الحس التنظيمي :التنظيم أساس الإدارة، ولا يمكن تصور أي عمل إداري دونه. والتنظيم هو القدرة على ضمان السير الطبيعي والسلس للعمل داخل المؤسسة. فعندما يكون التنظيم حاضرا بقوة في الإدارة، تحس أن الأمور تسير وفق ما خطط لها، و في غيابه، يلاحظ أن كل شيء يهوي ويضمحل حتى في تواجد أشخاص أكفاء ومحفزين. إن التنظيم هو تلك الوظيفة التي يجب أن تأخذ من المدير جل وقته، ويوظف فيها تقريبا كل طاقاته؛ لأنها تشكل التحدي الكبير في غمرة الالتزامات الإدارية اتجاه الجهات العليا، وفي زحمة الانشغالات المكتبية اليومية.

تطوير آليات اتخاذ القرار :يعتبر اتخاذ القرار لب العمل الإداري، إلا أن اتخاذ أي قرار إداري له تبعات، والمدير هو من يتخذ القرار، وهو من يتحمل تبعاته. ولذلك فإن الأهم في اتخاذ القرارات هو الإحاطة بكل المعطيات وتحليلها وإعادة تركيبها حتى يتخذ القرار بالسرعة و الدقة اللازمتين.

تنمية القدرة على التواصل:
لا شك أن القدرة على التواصل أمر مطلوب في المناصب القيادية على اعتبار أن حث المدرسين/ات على العمل و تحفيزهم، ودعوة الفاعلين الآخرين للانخراط في دعم جهود المدرسة، وتنشيط الاجتماعات، وتبليغ المستجدات، وحشد الهمم والإقناع وفض النزاعات كلها أمور تستلزم كفايات تواصلية .

إلا أن التواصل لا ينتهي باستقبال الرسالة من طرف المتلقي، فمتابعة حالة الاستقبال جد مهمة بالنسبة إلى المدير، فهذا الأخير يفترض فيه أن يهتم بدرجة تقبل الرسالة من طرف المرسل إليه، و ظروف تقبلها؛ لأن الأهم هو أن تُقبل الرسالة ويترجم فحواها على أرض الواقع. كما يفترض في لغة التواصل أن تكون سليمة، مع حسن انتقاء المفردات، فكلمة أو عبارة في غير موضعها قد تغير معنى الرسالة شفهية كانت أو كتابية.

تنمية القدرة على القيادة:مما لا شك فيه أنه لا يمكن تصور إدارة بدون قيادة. واستنادا إلى أدبيات الإدارة، فممارسة القيادة تحيل على القدرة على تعبئة الآخرين على العمل وحفزهم، على إعادة الثقة وتطوير الأداءات، لكن، كيف نعرف أن فلانا يمارس القيادة وعلانا لايمارسها؟. إن المدير الذي يمارس القيادة هو القادر على ترسيخ نوع من الثقافة داخل مدرسته، ثقافة الانتماء والانخراط الإرادي في تحقيق أهداف المدرسة؛ مما يجعل سلطته حاضرة حتى في غيابه، لأن هذه السلطة مبنية على أسس متينة قوامها تلك الثقافة المشتركة بين أفراد المنظمة.

تنمية العلاقات الإنسانية وتطويرها :إذا كانت كل منظمة تتوخى تحقيق الأهداف المسطرة، فذلك يمر، في جزء كبير منه، عبر تحفيز مواردها البشرية، من خلال تلبية حاجياتهم. إن أكثر الحاجات حضورا في الوسط المدرسي هي الحاجة إلى التقدير، والحاجة إلى تحقيق الذات: فحاجات المدرس/ة الجديد/ة تختلف قطعا على حاجات المدرس/ة المشرف/ة على التقاعد، وحاجات الشاب في العشرينات تختلف عن حاجات الكهل… من هذا المنظور يُفترض في المدير/ة أن يدرك الحاجات الشخصية لكل فرد من أفراد فريقه، والعمل على تحقيقها، وإرسال إشارات إيجابية عن المدرسين كالتنويه بالأداء، والتشجيع على الاستمرارية، دون أن ينسى فئة المدرسين القدامى الذين غالبا ما يتلقون إشارات تنم عن النسيان واللامبالاة؛ مما قد يشككهم في إمكاناتهم، و فئة المدرسين المتميزين الذين لا ينتبه لهم أحد مما يجعلهم ضحية الإحباط، وذلك بغية الاستفادة القصوى من إمكاناته لخدمة أهداف المدرسة..

حمل تطبيق تعليم بريس على متجر التطبيقات:
اشترك في صفحتنا علي الفيس بوك للتوصل بالجديد:
انضم لمجموعة موارد الأستاذ والمدير والتلميذ علي الفيس بوك :

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

للمزيد من الوثائق والموارد تابعونا على قناة ومجموعة تعليم بريس
القناة على الواتساب || https://bit.ly/3OTwonv
القناة على التلغرام || https://t.me/taalimpress
المجموعة على التلغرام || https://t.me/Taalimpress1
790431725383895591
https://www.taalimpress.info/