البنايات المدرسية : وجه آخر ل” يُتم” المدرسة العمومية

أبريل 09, 2014 أبريل 09, 2014
-A A +A

تعليم بريس :
ع.مهداوي
مع توقيع اتفاقية الاشراف المنتدب للمشاريع العمومية يوم الجمعة الماضي، بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ووزارة التجهيز والنقل،والتي تتكلف بموجبها هاته الاخيرة بجميع الاشغال المرتبطة ببناء المدارس،مع هذا الحدث ترجع معضلة البنايات المدرسية الى الواجهة .

ولعل من اول التساؤلات بهذا الصدد،هو ما نوعية مسوغاتالعودة لهذا الاختيار القديم منذ ستينيات القرن الماضي ، إذ يعلم المطلعون أن هناك المئات من المنشآت المدرسية الثانوية المنجزة بهاته الصيغة عبر التراب الوطني، ثبتت عيوبها و كلفت الوزارة الملايين لإصلاح بعضها ، بينما يظل الكثير منها مغلقا بسبب العجز المالي او التقني عن إنقاذها .

خلال عقود طويلة من عهد الاستقلال ، ظلت وزارة التعليم تضع برامج البناء المدرسي ، للاستجابة للطلب على تمدرس مضبوط في الزمان والمكان ، ثم تحصل من وزارة المالية على الاعتمادات اللازمة للتمويل … لتبدأ الرحلة السيزيفية للاجابة عن السؤال : من يبني المدارس، ويسلم مفاتيحها قبل موعد الدراسة ،ليجد بنات وأبناء المغاربة سقفا ومقعدا وسبورة أمامهم عند بداية اليوم الاول من الدراسة ،كما يجري في بلاد يحرص القائمون عليها على المال والأجيال في ذات الوقت؟

وكما كان التجريب هو القاعدة في البرامج والمدرسين ، سيتم تجريب العديد من الصيغ في إنجاز البنايات المدرسية. تجريب ثمنه الخفي هو ضياع الملايين من الاطفال ليس بسبب انعدام المال ولكن بسبب تأخر او عدم انجاز البناء . اما الظاهر من ثمار التجريب ، فهو تنافر وبشاعة المنشآت المدرسية،الجامعة بين الترابي و”المفكك” والاسمنت المغشوش و”غير المسلح”، الى جانب المتهالك والمغلق الى الابد .

في مرحلة ما، أُسند بناء الثانوي لوزارة التجهيز ليتم التراجع وتغامر الوزارة في تحمل انجاز مشاريعها بنفسها ، حتى حل عهد البرنامج الاستعجالي، حيث ذهبت الوزارة الى إطلاق طلبات عروض دولية للبناء باء العديد منها بالفشل الذريع .

اما في التعليم الابتدائي، فقد وقع اللجوء في ستينيات القرن الماضي الى حل مؤقت سيصبح ثابتا مع الزمن، هو ما يسمى بالبناء المفكك ، والذي نشأت وتعملقت بسببه مقاولات صارت احيانا تتحكم في الوزارة نفسها . وفي جزء من برامج الوسط القروي جاءت صيغة “البناء المفكك المستبدل بالصلب” والذي يسند إنجازه للعمالات، ويمول في اطار الاعتمادات اللاممركزة(les crédits déconcentrés ).وقد اثبت الواقع المتغاضى عنه ،أنه في العديد من العمالات ، ظلت صفقات التعليم هي آخر ما يهئْ ،ولا تحترم المواعيد المضروبة ،وتضيع حظوظ الاطفال المعنيين … لتوضع وزارة التعليم في قفص يتفرج عليه الجميع .

بعيدا عن التشاؤم الذي توحي به هاته الوقائع ،يبقى الامل معقودا على الجديد الذي باتت تملكه وزارة التجهيز، والذي ستكشف عنه البضع سنوات القادمة …. إذا كتب للاتفاقية الحديثة ان تعمر زمنا كافيا .

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

للمزيد من الوثائق والموارد تابعونا على قناة ومجموعة تعليم بريس
القناة على الواتساب || https://bit.ly/3OTwonv
القناة على التلغرام || https://t.me/taalimpress
المجموعة على التلغرام || https://t.me/Taalimpress1
790431725383895591
https://www.taalimpress.info/