مداخل أولية في تخطيط التعلمات

ديسمبر 20, 2017 ديسمبر 20, 2017
-A A +A
مداخل أولية في تخطيط التعلمات
تعليم بريس :
مداخل أولية في تخطيط التعلمات
اعداد مشترك:
الدكتور مـحـمـــد بـنـعـمــــر :أستاذ  بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بوجدة.
الأستاذة نوال أفقير :أستاذة بمجموعة مدارس بوحسان اقليم جرسيف.
تقديم أولي :
من الواضح أن تدريسية المواد التعليمية "ديداكتيكية المواد" ، تتداخل فيها عدة مستويات، وتتركب من عدة مكونات ، وتتأثر بعدة معطيات، وتتفاعل فيها عدة عناصر،لا سيما ما تعلق بالمعطيات السيكولوجية، والمرجعيات السيسيولوجية، والمستويات البيداغوجية  التي تتأسس عليها  العملية التعليمية  التعلمية التي تتصف بالبعد النسقي من حيث تتعدد روافدها وتنوع مداخلها  المشيدة لمكوناتها ولعناصرها.
و العملية التعليمية التعلمية من أبرز مداخلها المكون الديداكتيكي المتعلق بمناهج وطرائق التدريس ، والمسمى بتعليمية أو تدريسية المواد، علما أن التدريسية أو التعليمية هي من أبرز الأجزاء المكونة للمنهاج الدراسي ...
فلا أحد ينكر مدى التأثير الذي تمارسه المعطيات السيكولوجية، و المكونات الاجتماعية واللسانية في ديداكتيك المواد أوفي تخطيط التعلمات  ، وهذا المعطى  يعد من الأساسيات المشيدة للعملية التعليمية ،ويظل  محل اتفاق بين الباحثين والمشتغلين بقضايا الديداكتيك وطرائق ومنهجيات التدريس بجميع أقطابها وفروعها وأقسامها لا سيما المواد  المدرسة في الأقسام الأولية الابتدائية،
فما يجب على الدارس أن يعمد إلى استحضاره في إعداده وتحضيراته للدروس  السنوية أو المرحلية أو اليومية أو المقطعية  الجزئية في حصة واحدة أو في حصص متعددة  من حصص الدروس المكلف بتدريسها، هو استحضاره لعملية التخطيط  في هذا الإعداد والبناء، لكون هذه العملية  تعد من أبرز المحطات الفاعلة  في سيرورة بناء  وإعداد التعلمات.
فالدرس  يمر  بعدة مراحل  ويقطع عدة أشواط ،من أهم هذه المراحل  مرحلة  التخطيط ، وهي مرحله أولية استباقية لها أهميتها واعتبارها وأثارها ومكانتها في  توجيه ونجاح العملية التعليمية  لغاية تحقيق الأهداف التربوية لهذه العملية ....
باعتبار أن التخطيط عملية مركبة و منظمة هادفة تسعى مجتمعة إلى إيصال المحتويات و المضامين والبرنامج إلى المتعلم من حيث طرف أساسي مشارك وفاعل في  هذه العملية ...
والتخطيط  يعد من  المجزوءات الأساسية في التكوين والتأهيل الخاص بأساتذة جميع المستويات ، بحيث إن كل  مجزوءة مهنية رئيسة مبرمجة في التكوين والتأهيل تُقترن بكفاية محددة، مما يعني إن هذه المجزوءة (مجزوءة التخطيط) تروم تأهيل الأستاذ  المتدرب  على  تخطيط الدروس وإعدادها، من خلال مقاطع تكوينية تطبيقية متنوعة تراهن على الجانب العملي على النظري في هذا التكوين والتأهيل .....
-العملية والتركيب والبناء. :
إن العملية التعليمية التعلمية، مهما كانت طبيعتها  ومرجعياتها، والنسق البيداغوجي الذي تنتمي إليه،  أو الذي  يتأسس عليه ، أو الذي تتداخل وتتواصل  معه  ،  لا يمكن أن تحقق أهدافها، أو أن تصل إلى غاياتها الكبرى إلا بمراعاة المكونات  الأساسية  التي   تتركب منها هذه العملية وهي: -المعلم–المتعلم- المادة الدراسية الحاملة للمعارف،إضافة إلى الفضاء المدرسي  الذي تمارس  وتدبر  فيها تلك الأنشطة و المعارف ..."..
وهذه الأطراف والمكونات المشيدة   للعملية التعليمية تعمل بشكل نسقي متداخل ومترابط ، بحيث لا يمكن أن تعمل منفردة عن بعضها ،أو مستقلة بعناصرها،أو  معزولة  أو منفصلة في مكوناتها .
وبالتالي لا يمكن تصور العملية التعليمية  بدون استحضار هذه العناصر المركبة لها  مما يعني أن نجاحها  رهين  وموقوف بمدى تلاحم  وارتباط هذه العناصر المكونة للعملية التعليمية.
لأن من شأن تقاطع العناصر وانفصال المكونات في العملية   التعليمية أن تصاب هذه  العملية بالخلل في أطرافها و الاضطراب في عناصرها  المشكلة لها مما يجعل التحقق من الأهداف المحددة فيها  امرأ متعذرا إن لم نقل مستحيلا .
ومن هنا كان من السائد والمتعارف عليه  بين المشتغلين بالتربية والتكوين أن العملية التعليمية  في مجملها تتشكل وتتركب من هذه المكونات الكبرى  وهي:
أولا :المنهاج متعدد المواد الدراسية.
ثانيا : مدرس متفاوت الكفاية المعرفية والمهارية المهنية.
ثالثا : متعلم متباين في حاجياته وإمكانياته اتجاه النظام التعليمي فهذه العناصر الثلاث لها دخل مباشر في تشكيل النظام التعليمي..".
مما سبق نرك  أن   نجاح العملية التعليمية يتحقق في تكامل هذه العناصر في الاشتغال و في الوظيفة وفي الاشتراك  في الهدف حسب  ما صرح به محمد  الدريج في كتابه تحليل العملية التعليمية.
-مفهوم التخطيط :
من مقتضيات البحث والاشتغال على العلوم التربوية تقديم توصيف أولي لأهم المفاهيم المتداولة و المصطلحات المستخدمة والمستعملة في هذا العلم.
انطلاقا من هذا الاعتبار العلمي ، وأخذا بهذا السند  والمبدأ المعرفي  وهو أن لكل مجال علمي له ألفاظه و مفاهيمه الخاصة به .
وأخذا بأن المصطلحات هي مفاتيح العلوم، وقد قيل إن فهم المصطلحات نصف العلم.
لان المصطلح هو لفظ يعبر عن مفهوم خاص في المجال المعرفي الذي  يستخدم ويستعمل  فيه ذلك المصطلح، مما يعني أن الأصل في بناء المعرفة  في أي مجال معرفي هو  الشروع  والمساهمة بتعيين  وتحديد أهم  المفاهيم التي يرتبط   بعضها مع بعض وتكون هذه المفاهيم هي المؤسسة لذلك المفهوم المتداول في  البحث الذي هو موضوع الدرس و الاشتغال .
ومن ثم فأن أي تصور معرفي مسبق لأي علم من العلوم موقوف على مدى تمثل المفاهيم والمصطلحات المتداولة والمركبة والمستعملة في ذلك العلم .
وأخذا بهذا التوجيه نقول إن مما يجب على المشتغل بعلوم التربية أن  يعمد إلى استحضاره  أو اتخاذه في بحوثه  ،وهو  يحدد دلالة  المفاهيم  والمصطلحات أن يضع في الاعتبار   والحسبان  الحقل المعرفي  الذي يشتغل عليه ذلك الباحث.
لأن الجزء الأكبر من المفاهيم  التي  تنتمي إلى علوم التربية   أصلها الأول  ومرجعيتها   التي نشأت فيها   هي  العلوم الإنسانية .
و عليه نقول إن أكثر المفاهيم  المتداولة اليوم  في علوم التربية وافدة إلى هذا العلم  ومنتقلة إليه  من العلوم الإنسانية، هذا الانتقال الذي  يعرف بانتقال المفاهيم  وعبورها بين العلوم الإنسانية باعتبارات أن  العلوم  الإنسانية    عرفت   في الآونة الأخيرة حركية كبيرة ونقلة سريعة ونوعية  في الأفكار والنظريات...
و تحديد المصطلح ضرورة لازمة ومقتضى  منهجي مشروط في مكونات المنهج التعلمي،إذ لا يستقيم المنهج  أو تدرك مكوناته إلا إذا  هو تأسس  على المصطلحات وشيد على المفاهيم.
وقد ازدادت أهمية المصطلح وتعاظم دوره ومكانته بين العلوم لا سيما في المجتمع المعاصر ،الذي أصبح يوصف وينعت عند الكثير بأنه مجتمع المعلومات أو مجتمع المعرفة.
لان من المبادئ التي ننطلق منها  في بناء تصوراتنا لأي علم من العلوم  هو تحديد   الطرق المؤدية إلى  ذلك العلم   بتحديد اصطلاحات أهله، و الأخذ بعين الاعتبار هو أن المصطلح هو اللبنة الأولى في تحصيل العلم ،وفي اكتساب المعرفة. بحكم أن المصطلحات هي أداة مهمة وأساسية للدخول إلى المعرفة،وسبيل في إدراك الحقائق العلمية في هذه المعرفة. ولان بواسطة المفهوم   ينبني التمثل ويتأسس التصور للعلوم بصفة عامة وعلوم التربية بصفة خاصة .
هذه الأهمية التي نالها المصطلح في علوم التربية دفعت الأستاذ احمداوزي إلى القول :"لا تستقيم علوم التربية ولا تغدو معارفها واضحة لذا مكتسبها  ومتلقيها دون وضوح مصطلحاتها ...".
-التخطيط لغة واصطلاحا
التخطيــط لغـــــة:
مصدر الخطة ،و يقدم ابن منظور في (لسان العرب) مجموعة من التعاريف اللغوية لكلمة  التخطيط المشتقة من فعل  خط وخطط الذي يحيل على مجموعة من الدوال المعجمية، كالخط الذي هو عبارة عن الطريقة المستطيلة في الشيء، والجمع خطوط. والخط: الطريق. والخط: الكتابة ونحوها مما يخط. والخط: ضرب من الكهانة. وخط الشيء يخطه خطا: كتبه بقلم أو غيره. والتخطيط: التسطير. والخطوط من بقر الوحش: التي تخط الأرض بأظلافها. والخط: خط الزاجر، وهو أن يخط بإصبعه في الرمل ويزجر. وثوب مخطط وكساء مخطط: فيه خطوط. وخط وجهه واختط: صارت فيه خطوط. واختط الغلام: أي نبت عذاؤه. والخطة كالخط كأنها اسم للطريقة. والمخط بالكسر: العود الذي يخط به الحائك الثوب. والمخطاط:عود تسوى عليه الخطوط. والخط:ضرب من البضع. والخط والخطة: الأرض تنزل من غير أن ينزلها نازل قبل ذلك.  ..
-التخطيـــط اصطــلاحا:
التخطيط هو عبارة عن مجموعة من الطرائق والتصاميم والمناهج والأساليب والتدابير التي يلتجئ إليها المدبر أو المخطط من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف والغايات على المستوى البعيد أو المتوسط أو القريب.
-التخطيط إعداد خطوة أساسية في نجاح العملية التعليمية   قيمته تتحدد في ضبط المحتويات والمضامين المراد إيصالها إلى المتعلم.
و بعبارة اخرى  التخطيط هو  مجموعة من التدابير التي يتخذها المخطط لأجل تحقيق هدف معين في أي محال من المجالات التي لها صله بعملية التعلم.
فهو بهذا الوصف عبارة عن خطط وتصاميم ووسائط وطرائق ووسائل لتحقيق   الأهداف المسطرة في إعداد بناء عملية التعلم.

ومن التعاريف الإجرائية  للتخطيط  على المستوى التربوي هذا التعريف الذي يختزن  التخطيط في مجموعة من الأساليب و التدابير التي  يقوم  بها المدرس قصد الوصول إلى الأهداف المحمولة في  المنهاج التعليمي وفق الإمكانيات المتاحة له والتي تجري فيهاالتعلمات . ولتحقيق  هذه الأهداف التي يقتضيها  التخطيط على المستوى الاجرأة والتنزيل  في العملية التعليمية خاصة ، كان لابد من الاعتماد على الوسائل  البيداغوجية المادية والمالية والبشرية والمعلوماتية، لأجرأة وتنزيل  هذه الأهداف ميدانيا في سياقاتها  المختلفة والمتاحة، و في ظروفها الممكنة عبر الممارسة اليومية لهذه العملية.
ومن ثم لا يمكن بمكان التأكد من  مدى نجاعة هذه  الأهداف المسطرة داخل مكونات  التخطيط إلا  بإجراء  عملية   التقويم والتشخيص  والمراقبة. لان إغفال التقويم أو إهماله من شانه أن يصيب عملية التخطيط بالتعثر والفشل، من هنا كان من الضروري والواجب الاستعانة بالية الدعم الفوري...
-أهداف التخطيط :
إن عملية التخطيط عملية  تنطلق من مجموعة من الأهداف العامة والخاصة التي تراهن على تحقيقها في مرحلتي الانجاز والتدبير.
 وعلى وجه العموم، ينبني التخطيط الديداكتيكي على مجموعة من المبادئ والمقومات والاهداف التي يمكن تحديدها في اللائحة التالية:
-تحديد الكفايات الأساسية التي يمكن تطويرها أو إنماؤها لدى التلميذ أو المتعلم  في الفصل الدراسي الذي يوجد فيه ذلك المتعلم.
-  مراعاة الفوارق الفردية والاجتماعية التي تميز تلاميذ ومتعلمي الفصل الدراسي.
-  توفير جميع الموارد التي يمكن استثمارها في المراحل البيداغوجية الثلاث: مرحلة التحضير والإعداد، ومرحلة الإنجاز والتدبير ومرحلة التقويم والدعم والإدماج.
 -  اختيار نوع المقاربة البيداغوجية التي يمكن الاستعانة بها من أجل استثمار وبناء الوضعيات التعلمية.
-تجنب العفوية و الابتعاد عن الارتجال في بناء وإعداد العملية التعليمية.
-تحسين الممارسات المتصلة بالعملية التعليمية التعلمية.
-حسن اختيار  الأساليب والطرائق  المخصصة للتدريس و المناسبة للفئة المستهدفة، لان من شان هذا الاختيار أن يوصل  إلى بلوغ أهداف الدرس.
 -  اختيار التخطيط الديداكتيكي  المؤسس  على مجموعة من الكفايات والأهداف الإجرائية المحددة بدقة.
-مساعدة المعلم في إعداد المنهجية المناسبة والملائمة لتقديم درس من الدروس في مادة من المواد التعليمية.
- إتاحة إمكانية العقلنة للعملية التعليمة في جميع أبعادها ومستوياتها ،والابتعاد عن الارتجالية والعفوية التي قد تنتج على عدم التخطيط للتعلمات.  
-تلبية الحاجيات الأساسية للمتعلم  حسب الفصل الدراسي الذي ينتمي إليه ذلك المتعلم.
-اختيار الطرق المعينة والمناسبة لجماعة الفصل .
-يعين على اختيار الوسائل التعليمية المناسبة والموافقة للمتعلم ولمضمون التعلم.
-تحديد الخطة المحكمة التي  تساعد على الوصول إلى الهدف المحدد والغاية المتوخاة من العملية التعليمية.
-ضبط المحتويات  التقويمية المراد انجازها في تقويم منتوج المتعلم  ..  .
 من خلال ما سبق    يمكن إجمال أهداف التخطيط التربوي في النزوع نحو عمليات العقلنة والاقتصاد، والتحكم  في الموارد المالية والمادية والبشرية، ورسم الخطط الآنية والمستقبلية، واختبار الأهداف والفرضيات المطروحة عند رسم كل خطة أو تصميم لمشروع تربوي في مكان وزمان معينين.
-أنواع التخطيط :
يمكن تصنيف تخطيط التعلمات حسب الحصيص الزمني الذي تغطيه  وتستغرقه عملية التخطيط إلى ثلاثة أنواع:  
1-تخطيط بعيد المدى : يغطي سنة دراسية بأكملها ،وهو تخطيط تتحدد فيه الكفايات والأهداف والمحتويات المبرمجة في إطار وحدة دراسية  أو مادة تعليمية معينة   لمدة سنة دراسية .
2–تخطيط متوسط المدى : وهو تخطيط مرحلي تبعا للمراحل التي يقطعها ويمر منها تدبير البرنامج وتنزيل المقرر  في السنة الدراسية ،وهو تخطيط  يغطي فترة زمنية متوسطة المدى في وحدة تعليمية مثلا التخطيط للمرحلة الأولى من السنة الدراسية لمادتي اللغة العربية أو التربية الإسلامية..
-3تخطيط قصير  المدى : أو جزئي أو مقطعي يتعلق بحصة لمادة دراسية  آو لمقطع  دراسي، وهو تخطيط يغطي فترة زمنية جد قصيرة كالتخطيط اليومي  والأسبوعي لدرس من الدروس أو لمقطع تعلمي مثل التمهيد...
-مرتكـــزات  ومرجعيات التخطيط :
لقد سبق الذكر أن التخطيط هو  تحديد  خطة  محكمة  ومركبة  ومتسلسلة في عناصرها تساعد جميع  أطراف العملية التعليمية على الوصول والتحقق من الهدف المحدد والغاية المتوخاة من هذه العملية.
والتحقق من هذا الهدف  لا يتيسر  إلا بعد  استحضار عدد من المرجعيات واستيفاء  مجموعة من المحددات  والمكونات التي تتركب منها  عملية التخطيط  بجميع فروعها وأقسامها وأنواعها ومن أبرز هذه المحددات والمرجعيات:
- المرجع السيكلوجي :  يتحدد هذا المرجع في  الاستعانة بخدمات و إسهامات علم النفس التربوي ،وما قدمه لعلوم التربية من خدمات تتعلق هذه الإسهامات بجميع الأطراف المشكلة للعملية التعليمية،لان عملية التعلم هي عملية مركبة ومعقدة تتداخل فيها كثير من العوامل النفسية والفسيولوجية والعقلية.
ومما تقتضيه  عملية التخطيط مراعاة المراحل العمرية للمتعلم واستحضار التغيرات النفسية و الفسيلوجية الوجدانية  والنفسية التي يعيشها ويمربها  المتعلم  وهو يتفاعل مع جماعة القسم التي ينتمي إليها9.
ومن مقتضيات هذا المرجع الانفتاح  على  المقاربات البيداغوجية ،واستثمارها  في تدبير سيرورات التعلم والاكتساب، مع  ضرورة مراعاة   أثر الفوارق الفردية بين المتعلمين ومدى تأثير هذه الفوارق على تحصيلهم ومكتسباتهم.
ومما  كشف عنه علم النفس  التربوي   أن المتعلمين جميعا لديهم  نفس الإحساس، ويمتلكون نفس القدرات ، والاستعدادات والقابليات  في التعلم  وتحصيل المعرفة  ،لكنهم يختلفون ويتباينون في طرق و أساليب وصولهم إلى هذه المعرفة     .
فالمعرفة واحدة لكن طرقها ، ومسالك تحصيلها  ، وأشكالها  اكتسابها  متعددة، ومتباينة، بل أحيانا مختلفة   تبعا  لقدرات وإمكانيات ومؤهلات المتعلم واستعداداته في التحصيل وقابليته في التعلم .
ومن تبعات الأخذ بالمرجعيات السيكلوجية  في عملية التخطيط ضرورة  تمركز التعلمات  حول المتعلم. فلا بد من  إحداث تغيير جذري في التفاعلات الصفية المتبادلة بين المعلم والمتعلم .
أخذا بهذا المعطى البيداغوجي ،واستنادا إلى هذا التوجيه السيكلوجي التربوي  الذي ينص على أن  نجاح التعلمات وتحقق الاهداف رهين  بالتمركز  حول المتعلم ، وهو الانتقال مما يقوله المعلم إلى ما يقوم به   المتعلم .  
فتجويد العملية التعليمية من  مخرجاتها الأساسية المراهنة على المتعلم في بناء تعلماته،والعمل على تعويده على التعلم الذاتي الخارجي ،حتى  يمتلك مهارة هذه  المهارة أي الاعتماد على نفسه في طلب المعرفة حتى يتكيف مع المتغيرات و ويتفاعل مع التحولات التي تعرفها الحياة اليومية  .
هذه الأهمية للمرجع السيكلوحي في بناء التخطيط تتحدد في انه يعرف المعلم ويقدم له عددا من المعلومات التي تساعده على معرفة نفسية وشخصية  وميولات وحاجيات  المتعلم .
مما يعين المعلم والمتدخل في العملية التعليمة على معرفة نفسية متعلميه...
-المرجع الاجتماعي السسيلوجية :إن المعطى الاجتماعي السسيلوجي ضروري في تخطيط التعلمات ، وفي إعداد وصياغة طرائق تدريسية المواد. فلا بد من مراعاة البعد الاجتماعي في تخطيط التعلمات بجميع أقسامها وفروعها ، وبالأخص في  هذه المرحلة التي تتصل بمرحلة انتقال المتعلم من الأسرة إلى المجتمع، و ذلك بالرجوع الى المجتمع في معارفه، وفي قيمه، وثقافته، واستحضار ما تلقاه هذا المتعلم  من تعلمات قبلية، ومعارف أولية في الروض أو في مؤسسات التعليم الأولي  لأننا يجب أن  نؤمن"بأن هذه  المرحلة من العمر هي مرحلة انتقالية مهمة  وأساسية في حياة  المتعلم، وعلى المعلم أن يكون بصيرا بها، ومدركا لها  من أجل تسهيل بناء، وإعداد أنشطته التعليمية...
وهذا المعطى هو الذي يكشف في تأثر المتعلم من ثقافة المجتمع. واستحضار هذا البعد في عملية التخطيط  هو الذي جعل المهتمين بالشأن التربوي والتعليمي ينصون  ويلحون على ضرورة الاستعلام حول الأصول الاجتماعية  والثقافية والقيمية للمتعلم ،لان هذه المعرفة هي الكفيلة برفع النتائج ،و المؤلهة إلى تحقيق الجودة، والإنصاف، وتكافؤ الفرص  بين  جميع المتعلمين رغم اختلاف انتماءاتهم ودرجاتهم مستواهم المعيشي10.
ومن تبعات استحضار هذا المكون في التخطيط هو  التمكن من  تدبير جماعة القسم باعتماد نظريات ديناميات الجماعات في  الفصل الدراسي.. .
فاستحضار ثقافة المجتمع وقيمه في تخطيط التعلمات معطى بيداغوحي يلزم عنه  استحضار  جميع المؤثرات الفاعلة في المجتمع بمراعاة قيم  المجتمع والأنساق الثقافية الفاعلة في المجتمع لمع استحضار التفاعل المتبادل  بين المدرسة والمجتمع من حيث هو أحد مدخلات عملية التخطيط.
-المرجع الديداكتيكي :يتحدد هذا المرجع في معرفة أهداف المواد التعليمية وكفايتها ودلائلها التربوية وكتبها المدرسية و طرق تدرسيها، والوسائل الديداكتيكية المعينة على تقريب محتوياتها  ومضامينها إلى  للمتعلم.
كما يلزم  عن هذا المرجع  معرفة الجديد في الكتب المدرسية المعتمدة في الأسلاك التعليمية والمستويات المسندة للمعلم  دون نسيان أو إغفال الحصيص الزمني  المخصص لجميع المواد التعليمية  ،مع ضبط المجالات والوحدات للمواد المدرسة   .
ومن المرجع الديداكتيكي  الأخذ بعملية النقل الديداكتيكي للمعرفة المقدمة للمتعلم بمراعاة مستوى المتعلم وحاجياته وإمكانياته ومؤهلاته في تحصيل هذه المعرفة وتحويلها من معرفة عالمة إلى معرفة متعلمة.
مما يعني أن هذا المرجع أعني المرجع الديداكتيكي مهم وضروري في تخطيط التعلمات لجميع المواد المدرسة .
وبالتالي يجب على المدرس الاخذ به واستحضاره في عملية التخطيط.
والتقصير في استحضار هذا البعد في عملية التخطيط قد يؤدي إلى أثار سلبية  وجانبية على أطراف العملية التعليمية
-جدول للحصيص الزمني السنة:1-و2وفق البرنامج المنقح
السنة الأولى  :
الغلاف الزمني الإجمالي
المواد
10 ساعات
اللغة العربية
3 ساعات
دعم/ أنشطة موازية/تكوين
ساعتان
اللغة الفرنسية
5 ساعات
الرياضيات
ساعتان
النشاط العلمي
3 ساعات
التربية الإسلامية
ساعة واحدة
التربية الفنية
ساعة واحدة
التربية البدنية
27 ساعة (تقتطع منها فترات الاستراحة)
المجموع




الغلاف الزمني الإجمالي
المواد
10 ساعات
اللغة العربية
3 ساعات
دعم/ أنشطة موازية/تكوين
ساعتان
اللغة الفرنسية
5 ساعات
الرياضيات
ساعتان
النشاط العلمي
3 ساعات
التربية الإسلامية
ساعة واحدة
التربية الفنية
ساعة واحدة
التربية البدنية
27 ساعة (تقتطع منها فترات الاستراحة)
المجموع

-  المرجع اللسني :وأخص بهذا المرجع اللسانيات  التطبيقية  وهو العلم التي تم انتاجه حول تعليم وتعلم اللغات ،والأخذ بهذا المرجع يعود  لصلته  المباشرة بالطرائق الميسرة  والمعينة على تعليم اللغة العربية وعلاج   الصعوبات والاكراهات والتعثرات  والاخطاء التي تعترض متعلميها.
والمراهنة على اللسانيات  التطبيقية  بالذات يعود إلى كون هذا العلم  الجديد يسعى إلى  الاشتغال   على طرائق تدريسية اللغة العربية، وعلى تعيين الطرائق المناسبة  للمتعلم في  اكتسابه لهذه  اللغة، ببيان أيسر الطرق البيداغوجية الميسرة على هذا الاكتساب علما أن هذا العلم ينعت   عند بعض الدارسين  بعلم اللغة التطبيقي.
ومن ابرز مشاغل هذا العلم  انه يعين الطرائق المناسبة لتعليم اللغة العربية في جميع المستويات التعليمية.
ولقد انفتح هذا العلم على كثير من التخصصات التي تشتغل عل إنتاج اللغة.
-المرجع الرقمي :لا احد يشك اليوم أن   الوسائط الحديثة ساهمت بدور كبير في تنمية ثقافة الطفل، و رفعت من مهاراته وتعلماته، نظرًا لسهولتها في الاستعمال ،وانتشارها الواسع بين المتعلمين في قضاءات المدرسة.
إن هذا المعطى  معترف به بين جميع المشتغلين بقضايا التربية والتعليم،وقد صدق من قال: إن المجتمع لا تشكله السياسة والاقتصاد، بقدر ما يشكله نظام التواصل السائد بين الأفراد، و الشائع بين الجماعات، والمؤسسات في ذلك المجتمع..
ومن ثم فإن إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم والتدريس ، يعد  استجابة   ،ورهانا علميا ، وضرورة لهذه المتغيرات الكبيرة  التي حدثت في العالم اليوم.
كما ساهمت هذه الوسائط الجديدة  في تقريب التعلمات إلى المتعلم بطريقة أيسر، وبمنهج أسهل،وبدافعية أكثر  اعتمادا على مجموعة من الآليات ،والموارد الرقمية التي اختزلت المسافة بين المعلم والمتعلم، وقربت المعرفة إلى المتعلم...
هذا السياق المعرفي الذي أحدثته الرقميات والوسائط  الجديدة في التربية والتعليم ،جعلت  المشتغلين بالإعلاميات يتجهون إلى توفير البرامج و إعداد الموارد التعليمية الرقمية لتنمية الكفايات التواصلية و المهارات القرائية لمتعلم  اللغة العربية بصفة عامة..
من هنا كان ضرورة الاعتراف بهذه الوسائط وبأهميتها التربوية ، وبضرورتها لما توفره من  الموارد المعينة على التعلم.
  • خاتمة :
إن التخطيط في العملية التعليمية ضرورية لأنه عملية  تترتب عليها  مجموعة من الآثار والتبعات المتصلة بالعملية التعليمية التعلمية.
فهو يساهم  في ضبط هذه العملية ويبعدها عن العفوية و يجنبها الارتجال في الإعداد والتحضير والانجاز والتقويم.
من هنا نقول إن عملية التخطيط عملية ضرورية في نجاح الدرس وفي تحقق   أهدافه،وعليه فان نجاح الدرس موقوف على التخطيط الجيد والأخذ بجميع أقسامه وفروعه.
- لائحة  المراجع المعتمدة.
1-اكراهات تدريس اللغة العربية  محاورة مع الغالي احرشاو موقع الأستاذ.
2-التعدد الغوي:انعكاساته على النسيج الاجتماعي لمحمد الاورغاي من منشورات كلية الآداب الرباط رقم السلسلة:36. السنة:2011.
3-التكوين السيكلوجي  للمدرسين لمحمد مومن مجلة دفاتر التربية والتكوين العدد:8-9.السنة:2013.
-4- تعليم وتعلم اللغة العربية وثقافتها لمصطفى بوشوك :56ط:-2-دار الهلال السنة:1994
-5-علم المصطلح لعلي القاسمي- الموسوعة المصغرة السنة :1985.
6- مصوغة التخطيط في الدورة التكوينية للأساتذة المتعاقدين لسنة 2017
7-المعجم الموسوعي الجديد  لعلوم التربية  لاحمد اوزي -منشورات مجلة علوم التربية.
8--نحو مدرسة لبناء القدرات المعرفية.رحمة بورقية .مجلة المدرسة لمغربية.العدد:4-5.السنة :2012.
-9-من اجل مدرسة الإنصاف والجودة والارتقاء المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي 2016. علم النفس التربوي : قضايا ومواقف للدكتور احمد اوزي ص:8.كتاب من منشورات مجلة علوم التربية السنة:2000.
10-المنهل التربوي معجم موسوعي في المصطلحات والمفاهيم البيداغوجية والديداكتيكية  والسيكلوجية - منشورات  مجلة عالم التربية:ط-2-السنة:2009.

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

للمزيد من الوثائق والموارد تابعونا على قناة ومجموعة تعليم بريس
القناة على الواتساب || https://bit.ly/3OTwonv
القناة على التلغرام || https://t.me/taalimpress
المجموعة على التلغرام || https://t.me/Taalimpress1
790431725383895591
https://www.taalimpress.info/