على هامش الحركة الانتقالية : التخوين ليس حلا

يوليو 12, 2017 أغسطس 02, 2021
-A A +A
على هامش الحركة الانتقالية : التخوين ليس حلا
تعليم بريس :

على هامش الحركة الانتقالية : التخوين ليس حلا
بقلم : ذ رشيد أخريبيش
لا شك أن التّدبير الجديد للحركة الانتقالية التي أعلنت عنها الوزارة مؤخّرا قد خلق جدلاً في أوساط أسرة التعليم، بين مؤيّد يُصفق لهذا التدبير ، و بين معارض يعتبر ذلك جريمة نكراء ارتكبتها الوزارة في حقّ فئة كبيرة من رجال ونساء التعليم .
من المعلوم جدّاً أنّ الحركة الانتقالية بتلك الصيغة التي قدّمتها وزارة حصّاد كانت عشوائية إلى حدّ كبير كما أنّها أجحفت بحقّ الكثير، وهذا لا يستطيع أحد إنكاره ولكن في المقابل يمكن القول أنّها أنصفت الكثير من أبناء المغاربة وأخرجتهم من غياهب الجبال والفيافي وأعادت إليهم الأمل بعد انتظار دام لسنوات .
المثير في هذه الحركة الانتقالية أنّها خلقت شرخاً كبيراً بين رجال ونساء التّعليم خاصّة بين جيل يرى نفسه هو الأحقّ بالحركة لا شريك له في الانتقال، وبين جيل يرى نفسه أحقّ بالانتقال وهذا ما لا نريد أن يحدث .
إذا كانت الوزارة قد خرقت المذكرة الإطار الخاصة بالحركة الانتقالية وعملت وفق العشوائية في تدبير هذه الحركة فإن المتضررين يجب أن يُوجّهوا سهام نقدهم إلى الوزارة، وأن يشمّروا على سواعدهم لمواجهة هذه العشوائية، كما يسمّونها لا أن يوجهوا اللوم إلى زملائهم الذين لا يملكون لأنفسهم ضرّاً ولا نفعاً .
للأسف الشّديد أسرة التعليم تتناحر فينا بينها، والأساتذة في حرب باردة فيما بينهم والكل يتهم الكل ،والكلّ يخوّن الكل.
من يريد أن يحتج على نتائج الحركة من حقّه ذلك وله منّا ألف تحيّة وتقدير، ولكن
كان من الممكن جدّاً لهؤلاء الذين يتحدّثون الآن عن النّضال والذين يُخوّنون من استفادوا من هذه الحركة أن يَعلموا أنّ النّضال يجب أن يكون ضدّ الدّكاكين النقابية التي باعتهم منذ عقود في سوق النخاسة، أما الأستاذ فلا نعتقد أنّه يستحق كل هذا اللّوم وكلّ هذا الاهتمام خصوصاً وأنّ ما حدث ليس له أي دخل فيه، وقد حدث من الأبراج العاجيّة دون سابق إنذار.
لم نفهم بعد ماهي مشكلة هؤلاء هل مشكلة الأساتذة هي نتائج الحركة أم التدبير الجديد الذي خرق القانون؟ أم أنّهم ضد دخول أساتذة بنقط هزيلة إلى مناطقهم.
إذا كان النّضال من أجل تحقيق العدالة وإنصاف الجميع، وإذا كان النضال من أجل التراجع عن خرق القانون فإنّ هذا مقبول ومن الأشياء المحمودة، أمّا إذا كان النضال من أجل معارضة أساتذة انتقلوا إلى المدن بسنوات قليلة من الأقدمية فهذا غير مقبول، ونتيجة لعقلية البعض التي ألفت القهر والتي لا تقبل الانعتاق منه إلا بعد سنوات من المعاناة.
النّقابات الأكثر خيانة للشغيلة التعليمية هي الشيطان الأكبر الذي يجب أن يحاربه الأستاذ كل إجهاز على حقوق الشغيلة كان بمباركة هذه النقابات،
لم تتحدث النقابات التعليمية عندما أقدمت الدولة على جريمة التقاعد ولم تنبس ببنت شفة عندما أقدمت على مهزلة التعاقد التي ستبقى وصمة عار في جبين هذه النقابات وفي جبين دولة تدّعي أنّها سائرة في طريق الديمقراطية.
لكن عندما أُزيل اللّثام عن فضائح هذه النقابات وعندما ُأُزيل البساط من تحت أرجلهم، فيما يتعلق بالحركة الانتقالية انتفضت هذه النقابات وسارعت إلى توجيه دعوات للاحتجاج نصرة للشّغيلة التعليمية حسب زعمها.
متى انتفضت النّقابات نصرة للأساتذة ؟ومتى كان لديها كلّ هذا الحرص على مصلحة الأستاذ ؟
عندما كان الأساتذة يعانون في الجبال وفي الفيافي كانت هذه النقابات تُسمسر في الحركة الانتقالية ، وكانت تبيع مصالحه مقابل ثمن بخس وكلّنا يعرف كيف كان يتمّ توزيع المناصب في كلّ حركة انتقالية، وكيف كان التستّر على المناصب الشيء الذي سبّب في المعاناة لعدد كبير من الأساتذة .
أرجوكم لا تخوّنوا بعضكم البعض ، ولا تُشيطنوا بعضكم البعض ،ولا يغرّنكم عويل النقابات الآن بعد أن أزالت الوزارة أقدامها من الرِّكاب .
كل ما ندعو إليه هو أن تحترم الوزارة القانون فيما يتعلّق بتوزيع المناصب، كما نتمنّى أن تستحضر مبدأ الاستحقاق، فلا يجوز الإجهاز على حقوق أي موظف كيفما كان، ولا يمكن إصلاح المدرسة العمومية بدون خلق فرص التكافؤ بين جميع الموظفين .

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

للمزيد من الوثائق والموارد تابعونا على قناة ومجموعة تعليم بريس
القناة على الواتساب || https://bit.ly/3OTwonv
القناة على التلغرام || https://t.me/taalimpress
المجموعة على التلغرام || https://t.me/Taalimpress1
790431725383895591
https://www.taalimpress.info/