المدرس و لغة الجسد

أبريل 03, 2017 أبريل 03, 2017
-A A +A
المدرس و لغة الجسد
تعليم بريس :

المدرس و لغة الجسد
ذ :جواد مطعي
أكدت العديد من الدراسات أن مهنة التدريس هي من بين أكثر خمس مهن ضغطا في العالم . فالعاملون في هذا الميدان تجدهم أكثر الأشخاص عرضة للأزمات الصحية و الضغوط النفسية بسبب تعاملهم المباشر و المتواصل مع عدة أطراف : التلاميذ ,الزملاء ,المؤطرون , الإدارة ,آباء و أولياء التلاميذ.. كل هذه التداخلات قد تحول دون إحداث التوازن الصحي و المهني .
إن الأجواء المشحونة التي تشهدها الفصول الدراسية , تجعل المدرس يعيش معاناة نفسية و إنهاك بدني رهيب ,قد يتحول معه حلم الوظيفة إلى كابوس مخيف .
الإشكال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا تعم الفوضى و الشغب داخل الفصل الدراسي مع مدرس ما , بينما يسود الإنضباط و الجدية مع مدرس آخر و مع نفس التلاميذ , على الرغم من توفر كليهما على كفايات و مؤهلات مهنية مهمة ؟ ما الأسباب التي تجعل التلميذ يعيش هذا السلوك المتناقض أو سكيزوفرينيا Schizophrenia؟
لعل تحليل هذا السلوك يستدعي معالجة من خلال زوايا متعددة : بيداغوجية, سيكولوجية و سوسيولوجية ..لكن ما أروم تبيانه هنا هو دور لغة الجسد في كسب احترام و ود التلميذ داخل الفصل و خارجه.
إن لغة الجسد هي كل ما يصدر عن جسم الإنسان من حركات أو إرشارات أو تعبيرات وجه أو ايماءات أو الصوت وتغيير نبراته ,سواء كان ذلك بطريقه إراديه أو غير إراديه والتى تؤثر فى عمليه التواصل بين المرسل والمستقبل .

ولقد أكدت دراسة قام بها عالم النفس الأمريكي ’ألبرت ميهرابين ALBERT MEHRABIAN تهم التواصل ,أن 7% فقط من التواصل يمر عبر الكلمات و 38% بنبرة الصوت بينما 55% تمر عبر لغة الجسد .
فنحن مثلا في حياتنا اليومية ,لا نستطيع أن نفسر و منذ الوهلة الأولى ما الذي يجعلنا ننجذب لتاجر دون آخر ,علما أنهما يمتلكان نفس البضاعة و بنفس القيمة؟ ثم ما الذي يجعلنا نثق بشخص و نهابه دون آخر ؟
فلغة الجسد لها تأثير قوي في تحديد نوعية العلاقات الإنسانية و مدى و قوتها ,فهي تساعد على تكرار معنى الرسالة اللفظية حتى يتمكن المستقبل من استيعابها, أو تكميل معناها أو قد تكون بديلا لها .
فعندما يقف المدرس أمام التلاميذ و لأول مرة ,فإنه ليست هناك آذان تسمع فقط و إنما أعين تبصر و تتفاعل مع لغة الجسد .
في أول لقاء مع التلاميذ ,تشكل لغة الجسد أداة مهمة و مفصلية في بناء العلاقة و كسب الاحترام ,إذ يؤكد الخبراء أن الدقائق الأولى في لقائك مع الآخر, تكون كفيلة لتكوين انطباعات أولية عنك, قد تكون إيجابية أو سلبية , هذه الإنطباعات الأولية تدوم لفترة طويلة في ذهن المتلقي تصعب زحزحرتها .
فاستخدام لغة جسد جيدة في الحصة الأولى ستترك من دون شك أثرا إيجابيا ,سيجعلهم يبادلونك ودا بود و احتراما باحترام .
فمن بين الهفوات التى يرتكبها المدرس , هي تجاهله للغة الجسد لعدم الوعي بها أو لجهل تأثيرها , فيمضي ساعات و ساعات لإعداد الوضعيات التعليمية, معتنيا بانتقاء الألفاظ و الوسائل دون إعطاء الأهمية اللازمة للحركة الصحيحة و الإيماءات الدالة و التواصل البصري الجيد و كذا الاهتمام بالمتحدث و الانتباه إلى حركة اليدين و توزيع الابتسامة و دمقرطتها و تصحيح طريقة الوقوف و التحكم في نبرة الصوت و الاعتناء بالمظهر و الهندام و الألوان …فالتواصل غير اللفظي هنا له سحره في التأثير و كسب ثقة و احترام التلميذ.
وحتى يتمكن المدرس من السيطرة على لغة الجسد, يجب عليه قبل ذلك أن يكون واعيا بها و مدركا لدلالاتها و تأويلاتها ,فإدراك فن التعامل مع الآخر و القدرة على فهمه فهما صحيحا قد يجعل الطريق معبدة نحو النجاح و السعادة الشخصية...


حمل تطبيق تعليم بريس على متجر التطبيقات:
اشترك في صفحتنا علي الفيس بوك للتوصل بالجديد:
انضم لمجموعة موارد الأستاذ والمدير والتلميذ علي الفيس بوك :

شارك المقال لتنفع به غيرك

إرسال تعليق

0 تعليقات

للمزيد من الوثائق والموارد تابعونا على قناة ومجموعة تعليم بريس
القناة على الواتساب || https://bit.ly/3OTwonv
القناة على التلغرام || https://t.me/taalimpress
المجموعة على التلغرام || https://t.me/Taalimpress1
790431725383895591
https://www.taalimpress.info/